«الإيكونوميست»: ارتفاع شعبية العلاجات التجميلية بين الشباب في الدول النامية
«الإيكونوميست»: ارتفاع شعبية العلاجات التجميلية بين الشباب في الدول النامية
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على إجراءات التجميل في العديد من الدول النامية، حيث بدأ الشباب يتوجهون بشكل متزايد نحو هذه العلاجات التجميلية، وفقا لمجلة "الإيكونوميست".
ونقلت المجلة البريطانية، السبت، عن بيتر مخلوف، الذي ينحدر من عائلة لبنانية في ضاحية بوسطن، أنه أصبح من الطبيعي أن يذهب الجميع إلى بيروت كل صيف، ولكن في الآونة الأخيرة تغيرت هذه الزيارة السنوية لتصبح مناسبة لإجراء تعديلات تجميلية.
وذكر أن هذا التوجه بدأ بتعديلات بسيطة مثل تكبير الشفاه وتبييض الأسنان، لكنه تطور لاحقاً ليشمل عمليات أكثر تعقيداً مثل تكبير الخدود والجراحة الأنفية، أصبح هذا الاتجاه شائعاً لدرجة أن بيتر مخلوف، الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، أصبح يلاحظ أن جميع من حوله قد خضعوا لأحد هذه الإجراءات.
عوامل الانتشار
ساهمت العوامل الاقتصادية والتكنولوجية في تعزيز هذا الاتجاه، حيث يمكن ملاحظة أن تكلفة هذه العمليات قد تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بالماضي، بينما أصبحت الأدوات المستخدمة في هذه العمليات أقل تدخلاً وأكثر أمانًا.
وبحسب تقرير صادر عن شركة أبحاث السوق الأمريكية "جراند فيو ريسيرش"، فإنه من المتوقع أن تتضاعف صناعة "الجمال الطبي" التي بلغت قيمتها 82 مليار دولار في عام 2023، بحلول عام 2028 لتصل إلى 143 مليار دولار.
ويشير التقرير إلى أن الشباب هم الفئة الأكثر إقبالاً على هذه الخدمات، حيث أظهر استطلاع رأي في دول مثل البرازيل والصين أن حوالي 20% من السكان في هذه البلدان يخططون لإجراء هذه العمليات خلال السنوات الخمس المقبلة.
التأثيرات الاجتماعية والتكنولوجية
كانت جائحة كوفيد-19 بمثابة نقطة تحول مهمة في ازدهار قطاع التجميل، فقد فرضت فترة الإغلاق والحجر الصحي على العديد من الأفراد قضاء وقت طويل في الاجتماعات عبر الفيديو، مما جعلهم يلاحظون عيوبهم الجمالية بشكل أكبر.
ووفقاً لتقرير صادر عن الجمعية الدولية لجراحة التجميل (ISAPS)، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يخضعون لهذه العمليات بعد فترة الجائحة، حيث شهدت العملية التجميلية العالمية زيادة بنسبة 40% بين عامي 2019 و2023.
وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في زيادة الوعي حول هذه الإجراءات، حيث أصبح من الطبيعي أن يشارك المشاهير والمؤثرون صورهم بعد إجراء هذه العمليات، مما حفز العديد من الأفراد على اتخاذ نفس القرار.
تفضيل الشبان للتعديلات البسيطة
أدى التحسن في التكنولوجيا وانخفاض التكاليف إلى أن تصبح الإجراءات التجميلية أكثر وصولًا إلى الفئات الشابة، وذلك بفضل التعديلات البسيطة مثل حقن الفيلر والليزر وغيرها من الإجراءات غير الجراحية.
وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تمثل عاملًا رئيسيًا في تحفيز الشباب على السعي لتحسين مظهرهم، حيث يلاحظون صورًا مثالية لأصدقائهم أو مشاهيرهم، مما يجعلهم يتساءلون عن كيفية تحقيق هذه المعايير.
وفي هذا السياق، تقول تيفاني ديميرس، مؤسسة تطبيق "أبكييب"، الذي يتيح للأشخاص حجز مواعيد للحصول على هذه العلاجات، إن الشباب اليوم أصبحوا يتعاملون مع هذه العمليات كجزء طبيعي من حياتهم اليومية، مثل شراء مستحضرات التجميل.
دور المشاهير
من المعروف أن بعض المشاهير قد أسهموا بشكل كبير في نشر هذه العادات الجمالية، وفي مقدمتهم كيم كارداشيان، نجمة تلفزيون الواقع الشهيرة، التي كانت بمثابة قدوة للكثيرين في ما يتعلق بتحقيق معايير الجمال.
وبدأت كارداشيان بمشاركة صورها على منصات التواصل الاجتماعي، حيث كانت تبرز تفاصيل جسدها وتعديلات مثل تكبير الأرداف والشفاه، مما أدى إلى دفع العديد من متابعيها للتوجه نحو العمليات التجميلية، ولكن في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر علامات على تحول في هذه الاتجاهات، حيث أصبح التركيز الآن على الأجسام الأكثر نحافة والطبيعية.
خطر الجراحات غير المرخصة
على الرغم من التطور الكبير في مجال التجميل، فإن هناك تحديات صحية قد تترتب على هذه الإجراءات.
وتشير دراسة أجراها باحثون في جامعة كوليدج لندن إلى أن أكثر من ثلثي الأشخاص الذين يقدمون هذه العلاجات في المملكة المتحدة ليسوا أطباء معتمدين.
وفي بعض الدول، حيث يرتفع عدد العيادات غير المرخصة، يمكن أن يشكل ذلك خطرًا على صحة المرضى، خاصة في ظل ارتفاع أعداد الأشخاص الذين يخضعون لعمليات تجميلية قد تكون غير قانونية.